لقد اختلفت أساليب الترفيه و التسلية عن الماضي فأصبح الصغار يقضون وقتا كبيرا على ألعاب الكمبيوتر Xbox, playstation والتابلت و الموبايل و هذا لوجود كم هائل من الألعاب الإلكترونية. هنا نحن نتكلم عن صناعة عالمية يتم ضخ المليارات من الأموال فيها و في صناعة الأجهزة المؤهلة لتشغيل هذه الصناعة الرقمية وكذلك يتم التسويق عنها بشكل كبير وضخم مما أدي إلي انتشارها الفاحش. وبالطبع ساهم هذا الانتشار في تكوين تنشئة اجتماعية جديدة غريبة على الأسرة والمجتمع وعما يعهده من سابق جيله ، حيث أصبح الأطفال يبحثون عن السبل المثلى لتقليد شخصيات الأبطال الالكترونية التي يقومون بتقمص أدوارها. هناك أنواع منها ما يكون اللعب عليها بشكل فردي أو من خلال مجموعات عن طريق استخدام الإنترنت و خوادم اللعبة في مختلف الدول حول العالم مما يسهم في التفاعل و التحدث مع لاعبين من مختلف الجنسيات من مختلف الثقافات سواء من الوطن العربي أو العالم الغربي. هذه الألعاب يوجد لها تصنيفات عديدة منها البسيط والمعقد والمثير للأدرينالين والتحدي وألعاب بناء الحضارات و الإستراتيجي و غزو الدول ولم تقف صناعه الألعاب الرقمية عند هذا الحد ولكن في تطور مستمر حتي وصلت لمحاكاة العالم الإفتراضي وإستخدام النظارات المعززه لها ، بعضها يحتاج ما يدعو للتفكير وحل الألغاز لإكمال مسار اللعبة و أخري تعتمد بشكل أساسي على تفاعل اللاعبين مع بعضهم البعض وتعاونهم لإكمال مسار اللعبة بعضها يتبنى التعلم بوسائل ترفيهية جذابة للأطفال ومناسبة لمختلف الأعمار وتساعد علي تعلم مختلف اللغات أو حتي علي تعلم مبادي البرمجه للأطفال. الألعاب الإلكترونية سلاح ذو حدين علي الرغم أن هذه الألعاب لها جانب مفيد وممتع و لكن على الجانب الآخر لها أضرار كبيرة على الطفل حيث أن بعض الأطفال ينغمسون في هذا الواقع الافتراضي الرقمي غير مكترثين بالعالم الواقعي الموجودين فيه، و في أغلب الأوقات هذا اللعب قد يحدث بدون رقابة أبوية أو دراية بمحتوى اللعبة و عن مطوريها و طريقة تفكيرهم وما يتم بثه عن طريق هذه القنوات الرقمية في بعض الأحيان فقد يكون مطوري هذه اللعبة يدعمون أفكار مغلوطة لا تناسب ثقافتنا وهويتنا. طرحنا لهذا الموضوع يستهدف أساسا خطورة التوجه الكبير لهذا النوع من الأنشطة الترفيهية ، فهي لها أثار سلبية على نفسية الطفل وسلوكياته و جسده مثل: - التعرض لإشعاعات أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية عند اللعب يتسبب في حدوث الأرق واضطرابات النوم. - قد يؤدي الجلوس لفترة طويلة أمام الألعاب الإلكترونية إلى الإصابة بالسمنة الناتجة عن قلة الحركة و يؤثر على صحة العين و ايضا الجلوس بوضعية خاطئة يتسبب في الإصابة بالمشكلات في العمود الفقري، فضلا على آلام الكتفين والرقبة ومفاصل اليدين التي يشعر بها الطفل أثناء مراحل نموه والذي يجب أن يسري بالشكل الصحيح . - تؤدي الألعاب الإلكترونية إلى العنف والعصبية الزائدة لدى الأطفال - يوجد بعض الألعاب التي تحتوي على أفكار منحرفة و سلوكيات غير اخلاقية لا تتناسب مع الدين و الثقافة العربية و الخلق الحميد . - عند لجوء الطفل إلى الألعاب الإلكترونية يوميا بأوقات طويلة يصاب الأطفال بالإدمان و يؤثر على تفاعله مع الآخرين وقد يميل للانطواء مما يدخله في مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر الدائمين. و دائما ما كانت الوقاية خير من العلاج هناك بعض النصائح التي تساعد على الحد من أضرار الألعاب الإلكترونية و هي : 1- محاولة اكتشاف مواهب أطفالنا و تنميتها . 2- تخصيص وقت للاسرة يلعبون به العاب غير الكترونية مع الطفل من أجل تعزيز التواصل الإيجابي مع الطفل . 3- الاشتراك للطفل لممارسة انشطة اخرى مثل الألعاب الرياضية و الرسم و القراءة و الزراعة وتشجيعهم بشكل حماسي والثناء عليهم . 4- تقنين استخدام الألعاب الإلكترونية للأطفال بوقت محدد مع وجود رقابة ابوية ليس بالداعي أن تكون الرقابة بشكل مباشر ولكن قد تكون بطرق مختلفة ذكية تسمح للأبوين التدخل في الوقت المناسب وإعطاء النصيحة إذا لزم الأمر. 5- مشاركة أحد الوالدين للطفل عند استخدام الالعاب الالكترونية و التفاعل معه تعزز من الروابط و اللحظات الطيبة بين الأبناء و الأباء و كسر الجليد الذي قد يكون بينهم في بعض الأوقات . 6-معرفة أسماء الألعاب التي يلعب عليها الطفل حتى يبحث الوالدين وراء الفكر الذي تتبناه هذه اللعبة بشكل غير مباشر مثلا عن طريق الإنترنت وغيره . 7- البحث عن الالعاب التي تستهدف التعلم بغرض المتعة و التسليه ولا يتعارض مع ثقافتنا وبهذا تضرب به أكثر من عصفورين بحجر واحد حيث تستهدف التعلم و التسلية و جعل التعلم محبب في أنٍ واحد. 8.-التوعية من مخاطر الإسراف في استخدام هذه الألعاب الرقمية و الأفكار المغلوطة التي نشرتها بعض الألعاب المشهورة و تصحيح هذه الأفكار و مسؤولية صناع المحتوى و غيرهم من المهتمين بهذه الصناعة الرقمية و في نفس الوقت مهتم بالهوية العربية بالتنويه والتصحيح بل و التحذير إذا لزم الأمر ذلك. حفظ الله أبناءنا جميعا من هذه السموم والأخطار الموجودة في كل بيوتنا للأسف.